ومن أجل أن يتم الحفاظ على صناعة الساعات السويسرية قائمة دائمًا بصورة متميزة، فإن أجر صانع الساعات السويسرية يزيد عن أجور باقي الأفراد في الصناعات الأخرى بنسبة قد تصل أحيانًا إلى الضعف، ولكن برغم ذلك فإننا نجد أن هذه الصناعة تحتاج إلى ظروف خاصة وصعبة جدًا، تختلف عن بقية الصناعات، مما يجعلها تستحق هذا الأجر الكبير، نذكر من هذه الظروف: ممنوع على صانع الساعات السويسرية الكلام أثناء العمل، فالبخار الخارج من فمه يمكن أن يؤدي إلى حدوث صدى مما قد يسبب التلف لبعض أجزاء الساعة، ولذلك فإنه مثلًا لو تثاءب أو عطس فإن هذا ينتج عنه كارثة حقيقية في المصنع. التدخين ممنوع منعًا باتًا في المصنع. لا يسمح للعاملات في المصنع استخدام الروائح. حين يدخل العامل أو العاملة إلى المصنع المختص بصناعة الساعات السويسرية فإن الجميع مجبر على خلع ملابسه الخارجية وكذلك الأحذية، واستبدالهما بملابس خاصة وصنادل خالية من الأتربة. تثبيت المحرك “الزنبرك” من أصعب الأعمال التقنية في صناعة الساعات، وذلك لأن سمكه لا يكاد يتجاوز سمك الشعرة، وفي العديد من الأوقات تترك هذه المهمة للعاملات لأدائها، بسبب دقتهم ورقة أياديهم. ولو حدث أي خطأ في أثناء تثبيت هذا المحرك، أي خطأ مهما كان صغيرًا، فإن ذلك يؤدي إلى تأخير الساعة أو تقديمها لبضع دقائق في اليوم. يختص العمال بمهمة أخرى وهي تثبيت المسامير الدقيقة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق